يا أيها العيد مهلا خذ معك كل أراجيحك فأطفال الشام لديها المشانق يا أيها العيد خذ معك كل مفرقعاتك والعابك النارية فأطفال الشام لديهاقذائف الهاون يا أيها العيد خذ معك كل أهازيجك فأطفال الشام لديها عويل المقابر يا أيها العيد فضلا لا تنسى أن تشيح بوجهك عنا فعيدنا في ساحات الحرية لا زال على قيد الانتظار
من علمك يا سنوات عمري أن تركضي في زمن الخيبات وتقطفي ثمار الحسرة وتبتاعي الحزن في الطرقات وفي آخر المطاف تأتيني مثقلة في عصر التنهدات تبحثين عن كتف لترمي عليه رأسك فتتساقط كل الأحمال؟
يوماً ما سأنسج حلماً أخضراً وأنتعل حذاءً زجاجياً وأبدء بسرد الحكاية حكايتي معك ...لن أخاف من الساحرة ولن يأكلني الذئب قبل الوصول إليك لن ترعبني المرايا المتكسرة ووحوش الأساطير الخرافية سأنهي الحكاية بقبلة حائرة وأحلام ...فلربما يكون هناك متسع لأمنية واحدة وحسب أمنية تتحول إلى حقيقة
في كل يوم أكذب على نفسي وأقول سأراك بالحلم وأغمض عيني وينهمر النوم على جسدي وأنهض أنا تاركة ورائي قيودي وأركض ورائك في أزقة الحلم أطارد طيفك أحاول أن أغويك بالبقاء معي وأراك تنسل من بين ذاكرة حلمي ويتوه وجهك بين بقية الوجوه فأطوي حلمي وأستيقظ من غفوتي فلم تعد الأحلام تغريني حينما تكون خالية منك
يا سيد أحلامي اقترب أكثر ... دعني أرى وجهك الطفولي لأرتوي منه قبل الغياب دعني أتلمس ذلك الأثر الباقي لجرحك القديم دعني أستمد الدفء من يديك أشعر بأني ما زلت حية وأن نبض قلبي مستمر على وتيرة واحدة تعلو فقط عندما يقترب طيفك من مخيلتي دعني أخبئك في ذاكرتي كزاد لي في سنيين عجاف تبشرني بها نار الفراق دعني أحملك معي بين حنايا روحي وفوق وسائد دمعي أهدهدك كطفل صغير مدلل فوق ثنايا جسدي كي تغفى في عيوني فأغمضها وأنا على يقين أني حتماً في الحلم سأراك
أنقشك كفسيفساء صغيرة على جدران قلبي لتتبعثر مع أول خفقة أرسم صورتك على ماء عيني ولكنك تختفي مع أول دمعة أكتبك على رمال الذكريات فيمحوك موج غضبي أفتش عن شيء يذكرني بك عن بقية لك في زوايا سنيني فلا أجد غير الهباء أستجدي الذكريات أغريها بقطع السكر فتأبى وتظل جامحة كفرس بكر أسألك لما غادرتني ولم تدعني أحفظ ملامحك لأقهر بها الغياب أنا ما استطعت أن أفهم لما رحلت من دوني وأخذت معك كل وعودك وكل صباحاتي كل هدوئي ورحلت دونما وداع دون أن تخبرني متى ستعود وانتظرتك طويلاً وتركت شعري كما كنت تحبه طويلاً انتظرتك مع كل إطلالة فجر لتشاركني قهوة الصباح وطال انتظاري ولم تعد عد يا حبيبي لأنني في غيابك أصبحت شظايا امرأة