وحيدة في المقهى....
صباح المقهى الخالي من مرتاديه صباح الحزن الغافي فوق جيدي كقلادة كتعويذة صباح التيه الذي يسكنني منذ عثرت على بقيتي مرمية ذات صباح.. ماذا لو إلتقيتك في مقهى ما؟!! أجلس أنا على طاولة وحيدة كما يليق بي مع فنجان قهوة من غير سكر أعبث بأشيائي التافهة داخل حقيبتي أو ربما أتسلى بمراقبة وجوه المارة ونزلاء المقهى والنادل المسكين وألتقطك من بينهم ..هل كنت سأميزك؟؟ هل كنت سأعرف أنك ضالتي؟؟ ربما كانت نظرة واحدة وحسب وسأنزوي بعدها تماماً خلف زجاج نافذتي الفاصلة بيني وبين الآخرين ربما كنت سأومئ لك من بعيد.. وربما كنت سألتفت إلى الجهة المقابلة أو على الأغلب سأغطس في النقطة المرسومة على الجدار خلفك أكورها وأفردها وأقيس بها المسافة الفاصلة بيننا هل كنت من مقعدك القصي ستكشف الحزن في عيني كما كشفته عن قرب؟!! هل كنت ستلتقط دموعي المنثورة على فنجان قهوتي والمنديل المطوي بعناية قربه؟!! هل كنت ستستمع إلى همس ملعقتي وكرسيّ الذي ينوء بثقلي؟!! هل كنت ستراني شفافة وتنفذ إلى روحي كما فعلت الآن؟!! أم أنك ستشيح بوجهك عن هذه المجنونة التي تلاحق الناس بعيونها وتتعلق بقصصهم و...