حديث الصور
اصطفت الملاقط الخشبية على حبل التعليق في غرفة التظهير المظلمة وكأنهن شواهد قبور زاداها الضوء الأحمر الخافت رهبة فتدلت منها الصور مترنحة أمام عين الكاميرا الموضوعة على الطاولة الجانبية كمشانق لا زالت مصلوبة بعد تنفيذ حكم الإعدام ... بدأت الصورة الأولى في الحديث أنا خالد الطفل الذي كان يحلم بالمدرسة لم أصل بعد إلى السن القانونية التي تخولني الدخول كنت سأرتادها في العام القادم . لا أعرف الكثير كل ما أذكره أصواتهم ووجوههم المتربة القاسية كانت سكاكينهم تعمل فينا _عائلتي أبي وأمي وأخوتي الثلاثة وأنا_ كنت الأخير بينهم بعد أن أجهزوا على عائلتي اقترب مني أحدهم والنصل الحاد لأسنانه المصفرة يشق ظلام الليل فينصفه لم أتمالك نفسي من الخوف فبللت بنطالي _.لطاما أمي وبختني لمثل هذا الفعل فالمياه والكهرباء مقطوعة أغلب الوقت _ لم يمهلني الرجل طويلاً فقد رفع سكينه وحز عنقي بها ومض الألم وبعدها رأيتني ارتقي إلى السماء كنت أعرف مسبقاً أني سأذهب للجنة أمي أخبرتني ذلك في العام المنصرم حين ماتت قطتي ودفنتها في حديقة منزلنا قالت لا تحزن ستنتظرك على باب الجنة لك...