المشاركات

صفعة أخيرة

صورة
 الصوت الذي يقض مضجعي منذ أيام بات يقلقني. الصوت الذي يزداد كلما هبت الريح نافضة معها ستائر النافذة المواربة. الصوت الذي يبدو كأنين وأحيانا كاصطكاك حاد الصوت الذي يكاد يكلمني كأنه يقول أنا خائف، اضطرني مؤخرا للبحث عنه في زوايا غرفتي. فتشت أولا تحت السرير فعادة ما تربض الوحوش الهاربة هناك خلت أني رأيته حين زحفت على ركبتي وعلى يدي احاول الوصول لتلك المساحة الرطبة والمظلمة ولكن للأسف لم تكن سوى لعبتي القديمة التي أهملتها الدمية التي خلعت قدميها في فورة غضب الدمية العاجزة كانت تنظر لي بحقد شديد وببعض العتب وحين حاولت الإمساك بها اختفت. نهضت مسرعة وانا أقنع نفسي بأنني تهيأت وجود دميتي الكسيحة تحت السرير فكيف ستصل لهناك وانا قد رميتها منذ سنوات. حاولت البحث في مكان أخر فلجأت لصندوق الذكريات كما ادعوه حيث توجد صوري وبعض خطابات قديمة ومحاولات شعرية أنكرتها وهناك ازداد الصوت كثافة حتى خلته سيخرج من الصور والقصاصات التي بين يدي فقد كان يعصف بشدة وكأنه طير حبيس يرفرف بجناحيه بداخل قفص صغير خانق. أغلقت الصندوق فكف الصوت عن مضايقتي ولكنه عاد يطرق مجددا وهذه المرة كان داخل رأسي قويا واضحا لا لبس فيه

شوق شائك

صورة
لم يعد شوقي إليك صغيرا لم يعد يحبو بل صار يركض بي في الطرقات يشدني من يدي ليدلني على كل الأماكن التي عرفتها معك وكأنه يذكرني بك البارحة عضني من يدي حين كنت أحاول تهدئته كي يكف عن الهذيان باسمك واكتشفت بأن أسنانه حديثة الظهور حادة أكثر مما توقعت. المشكلة أني لا أعرف إلى متى سأفلح بتخبئته عن عيون الآخرين وقد بات بطولي أو يزيد إلى متى سيظل جوابي مقنعا حين يسألوني عنه فأخبرهم بأنه ظلك الذي تركته معي وغدا ستعود لتصحبه معك.

حرب باردة

صورة
البارحة دخلتُ إلى عقلي فجأة كان يمسك بصورتك وحالما رآني دسها خلسة تحت أكوام الذكريات القديمة وأدار ظهره لي وانتحب اطفأت أنوار أفكاره و نزلت مسرعة إلى قلبي كانت نوافذ الشوق مشرعة يطل منها عليك ينتظرك كل ليلة علك تعود إليه. حاولت كنس بقاياك من مدخل روحي الرطب بذكرك... هنا ضحكتك المتأرجحة على حبل الغسيل تحاول أن تجف من دموعي منذ فارقتني. هنا جنونك يتعربش على الحيطان ويتدلى من سقوف الذاكرة فيجعلني أفقد صبري و أبكي حتى يهدأ. هنا حروفك التي خططتها على عجل بقلم الحمرا على مرايا خوفي تذكرنى بأنك مررت هنا ولم تكن طيفا بل كنت حقيقة. أنا مزدحمة بك جدا  خاوية بدونك.

دمية معطوبة

صورة
 كدمية معطوبة أبدو مؤخرا  برأس حليق يتجه خلفا و عين مقلوبة وكدمة زرقاء على قلبي كيف لكل هذا الكيان المتهالك؟  أن يجد يدا تمسكه على مهل وتظن أن رأسه الحليقة المتجهة إلى الخلف  مجرد اختلاف في وجهات النظر.

نص أصيل

صورة
أنا امرأة عادية تنسى عند أقرب منعطف تماما كحاجة فائضة وجهي لن يطل عليك من نافذة غرفتك متلصصا لن يطاردك كمجنون موتور ولن يؤرقك كبثرة في باطن الكف ربما حتى لا يترك فيك أدنى وخزة لكنه سيظل كنص أصلي لم يتعرض بعد لخيانة الترجمة كنص أصيل في خضم النصوص المنسوخة.

نص يتجول داخل رأسي

صورة
ملحٌ أنت كفكرة كنص يتجول ليلا داخل رأسي يسير ثملا بفوضوية وعبث كنص يريد أن ينبثق يستهلكني حضوره و غيابه معا موتور أنت كقصيدة ولدت على عجالة فبدت سريعة كطلقة فارغة تطارد صاحبها تسأله العودة كخربشة خلف علبة مناديل المقهى وجامح أنت كطوفان يجتاحني على حين غفلة يهدم كل القلاع والحصون ويتركني كأرض زلقة لا تصلح حتى للمسير.

لقياك هو المبتغى.

صورة
حين ألتقيك سأنزل عن كاهلي حملي الثقيل وسأدعك تلقي نظرة داخله لترى شوقي المجنون وهو يجلس في الزاوية يحدث نفسه ويبكي ويضحك في آن معا وسأدعك تلمس حزني الشفيف ذلك الذي سيستتر عن عينيك مخافة أن تفتضح عورته وسأريك بحر أدمعي الذي أغرق ليالي الاكتئاب الطويلة ولن أدعك تفوت فرصة إلقاء التحية على قلبي والذي يصدف أنه يحاول أن يربت على كتف شوقي المجنون لتهدئته ليضربه ذاك الأخير فصيبه إصابة بالغة . سترى كل تلك الفوضى بداخل هذا الحمل وستتعجب كيف أني لا زلت إلى الآن أحتمله. #شوق_مجنون