المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠١٣

وجوه زائفة في مرايا متربصة

صورة
لم أعرف لماذا بدأت المرايا تلاحقني؟!! وأنا التي عشقت كل أنواع المرايا وأشكالها من المستطيلة إلى المربعة والدائرية حتى الصغيرة منها وواجهات الزجاج المظللة. بدأ الأمر حين استيقظت ذات صباح متأخرة عن عملي هرعت إلى الحمام لأغسل وجهي وأسناني لأفاجئ بالمرآة في حمامي تعكس صورة لأمرأة مسنة تشبهني بشعر أشيب وعيون متهدلة وتقول لي: لقد تأخرت كثيراً وكثيراً جداً فاتك الموعد ...ظننتني ما زلت أحلم أو أن النوم لم يزل يخدر بعضاً مني فخرجت مسرعة من الحمام . ارتديت ملابسي على عجل وتوجهت نحو المصعد القديم في عمارتي الذي كنت في كل مرة أركبه تحيلني مرآته إلى أشكال مضحكة فمرة أبدو بوجه مستطيل وأخرى بوجه مفلطح لكنها هذه المرة طالعتني بوجه دائري مكتنز وأوداج منتفخة وكانت تقول لي :لن تستطيعي الوصول بهذا الحمل الثقيل على ظهرك.. يممت وجهي نحو باب المصعد وتركت مرآته خلفي ورحت أعد الثواني منتظرة أن يفتح باب المصعد ويلفظني خارجاَ خائفة من أن تخرج صورتي المنعكسة فتربت على كتفي لتكمل حديثها الساخر معي . وما أن غمرني ضوء الشمس حتى تنفست الصعداء وأوقفت أول سيارة أجرة مرت بي .

زيف

صورة
خوف خ و فـ تتأرجح الحروف الثلاثة أمامي خوفي يلف حولي حبلاً ويجعلني أتدلى منه كدمية زجاجية معلقة في سقف السيارة البارحة واجهتك لم تكن قوياً كما تدعي لم أكن ضعيفة كما ظننت دائماً لكن القتال لم يكن كما يجب رميت َبكلامك في وجهي وتهديداتك الجوفاء ونمت وحين طالبتك بالتنفيذ رفعتَ مقصلتك وهويت بها أمامي قائلاً المرة القادمة سيكون رأسك أظنك لا تعرف بأن رأسي مقطوعة منذ عشر سنيين وأني قد ألصقتها بالكثيير من معجون الأسنان ولم يبقى سوى أن أنزعها أمامك وأضعها بجانبك على التسريحة وأغااااااادر

صمت الغياب

صورة
أسوق الأشواق لتنتحر على عتباتك كذبيح عشق لم يجد فداء له أيمم وجهي نحو نورك وأستقي حروفي من ابجديتك كمتسول لا يجد كسرة حب في خبائه هذا الغياب يمتص رحيق أنفاسي يجعلني أقف على قدم واحدة يؤنبني على هجرك كتلميذة كسولة ما عرفت كم كنت متفرداً في حبك غيابك وصمتي صمتك وغيابي صنوان تؤامان كحجري رحى تطحن في  دورانهما حولي حبوب أحلامي وسنابل شبابي وبعض ضحكاتي فيهيلني أكثر في ردم الضباب

جنى شفاه

صورة
أحث الخطى نحو أربعين زائفة ولا زالت شفاهي بكراً تنتظر قطف زرع على سوقه استوى يحاول العابرون قطف نبيذي فأضن بعناقيد تدلت ترقص شهوة وتبيع الهوى ليفيض على حوافها رضابٌ كندىً يقف مترنحاً على بتلة وردة ليسقط أخيراً بنشوته مضرجاً فينحسر ثغري كثوب راقصة يكشف بياض ساق انثنت مبتهلة

هبني موتاً

صورة
مساء الاحتضاار يراودني الحزن عن نفسي يشتهيني بقدر ما أشتهيه يعتليني ويعبث بملامحي زينتي..كحل عيني..ابتسامتي.. ألواني ... وحتى أمطاري لا تسلم من نبعه الرمادي في كل مرة أهرب منه أجده متربصاً لي بالأبواب في مرآتي أراه يتقاطر علي من عينيها الغارقتين البحريتين المسافرتين في شوارع روحي اليتيمة وزوايا عمري الضيقة... وفي هذه النوتة الحزينة العابثة بحنيني التي تجعلني كجمر يحترق أعيدها مرة تلو مرة وكأنني أتذوق الحنين منها شهياً أسمعها الآن حتى أشتعل وأنا أكاتبك وأسأل نفسي هل سيكون لنا أغنية شهية كتلك رقصة خاصة..ابتسامة متواطئة.. غمزة يسرى قبلة طائرة.. هاتف مشغول وذاكرة رسائل ممتلئة هل قبل هذا كله سيكون لدينا قصة ؟!! حتى وإن بقيت قصتي على عتبة الحكاية حتى وإن ظلت معلقة بقدم طائر لا يعرف أرضاً حتى وإن غادرتني كل زوايا قصتي الحادة وكل مناطقها الغامضة إن اختلطت أوراقها فبدأت من النهاية وانتهيت قبل البداية.... أريدها أريد قصتي تلك التي تضمك بين جنبيها فأرجوك أن .... تهبني فيك موتاً فما عادت الحياة بغيرك تكفيني