المشاركات

عرض المشاركات من 2014

نخب الليلة الأخيرة...

صورة
(عربة القطار الأخيرة تشابه اليوم الأخير في السنة موحشة وكئيبة وتسخر من المسافرين المتأخرين ليحاولوا اللحاق بها لكن دون جدوى) يلملم أوراقه المبعثرة من فوق وجوهنا، يحزم حقائب مليئة بذكرياتنا ومشاعرنا فيعلق سحاب أحد حقائبه بغصة ﻷحدهم يعالجها بخفة يد ويزيلها بلا اكتراث ويكمل المهمة، يكنس رصيف مغادرته جيدا لا يريد علب كوكولا مرمية في وداعه ولا ورود ذابلة ولا شمع ذائب هو يكره إلتصاق الشمع بأسفل حذائه حين يغادرنا راحلا لأنه يعتقد ذلك فألا سيئا ودعوة للبقاء والأمر لا يحتمل التأجيل ، لا يحب الوداع لذلك لن يلتفت حين يدير ظهره لنا لن يحاول أن يرى ماذا سيفعل العاشق الغر حين تغمض حبيبته عينيها امتثالا لأمره وانتظارا للهدية ، لن يأخذه الفضول ليعرف ماذا جلب لها في العلبة الصغيرة، لن يكترث ببكاء امرأة تجلس على مقعد مغادرته وحيدة، لن يبق ليسأل الطفل عن أمنيته الجديدة، الطفل الذي شاهده طوال فترة مكوثه بيننا وهو يكتب أمنياته ويطلقها للريح كي تصل إلى الله، لن يمسح على رأسه ويسأله هل تحققت أمنياتك السابقة أم لا ؟! هل كانت أمنية واحدة أما أمان مجانية ؟! حين يشرع في المغادرة لن ينتظر أحدا استوقفه يسأل

نخب العبور ...

صورة
أفتح صدرك كي أعبر منك إلي فما عدت أعرفني بغيرك ، دعني أعبر كي أستريح كي أعقد على أضلاعك تمائمي فلا تمر بك أمرأة غيري . دعني أعبر منك إليك كي لا تلحظ يدي وهي تهز سرير قلبك ، كي لا ترى عيني وهي تمشط أرصفة شوقك بحثا عن أطياف قديمة لا زالت تسكنك ،وكي لا تنتبه إلى ما دسسته في زوايا روحك من ماء قلبي المعمد بحبك . أنهكني التعب فدعني أعبر عبوري الأخير . دعني أعبر مني إليك ،دعني أعبر من خوفي في كل يوم تغيب فيه ، ومن شوقي الطاعن في الخاصرة ،من سهدي اليومي كداء حمى فتاكة ،من أشيائي الصغيرة من بعثرتي الفوضوية ،مني أنا ،دعني أعبر لأبقى لديك وأبقى فيك ، دعني أعبر كي أستريح ، كي أستريح .                                                        

نخب الخوف ...

صورة
(أنا خوفي من عتم الليل والليل حرامي يا حبيبي تعى قبل الليل يا عيني لا تنامي ) ينازعني خوفي فيك ، يقبضني إليه قبضا يسيرا ، كظل لا يهرب من صاحبه ، أخاف على خوفي أن يقتلك فيني ، أن يحولك لسراب ظمئ كلما أقترب فر من بين يديه ، أن يحول بيني وبينك وأنت نفسي فيكون كمن يشد على عنقي وثاق فأختنق بالحرمان . خوفي الذي يكبر أهش عليه فلا يطيعني ولا ذئب يأكله فأرتاح منه وأسكن إليك . خوفي يحاصرني كلما خليت بينه وبيني ، كلما غبت وأسلمتني إليه فأقول له هيت لك ، ولا قميص لخوفي العاري يسلمني من شكوكك . خوفي يغتال فرحي ويكبر، يسلبني نومي ويكبر، يفسد يومي ويكبر، يتوحش أكثر ويلاحقني من المرآة إلى الهاتف إلى آخر رسالة بيننا ويشنقني بالنقطة آخر السطر .                                                    

نخب الأبواب ...

صورة
(في باب غرقان بريحة الياسمين في باب مشتاق في باب حزين) تغتالني الأبواب المغلقة لأنها تفصلني عنك ،تحجبني عن الممكن في رؤيتك وتهديني المستحيل في سماع صوتك ، لكنها تثيرني كيف تصمت عن ورودك بقربها ، كيف لا تأز مفاصلها ابتهاجا بعطرك ، كيف لا تطرق أجراسها احتفالا بسماع همسك ، كيف لا تنفتح أو تنغلق فجأة جفلة لهيبتك ، كيف تمضي بقربها ولا تحاول أن تعترض على ثبوتها عند عتبة البيت فتنهض لتتبعك ، كيف يفوتها أن تنادي بإسمك لتقف برهة فتمتع ناظرها بلون عينيك ،أو كيف يشغلها طفل صغير يطرق متحفزا على صفحتها عنك فلا تتمايل مختالة لتلفت انتباهك ، كيف لا تئن شوقا لك كلما غبت عن موعدك المعتاد المتعجل في مرورك،أو كيف لا يمشي فيها دبيب الفقد حين يفوتها سهوا أن تلمحك ، كيف لا تعلم أصدقاءها الأبواب المنتثرة في طريقك أن تهمس في أذنك أنها تحبك ،باب بيتنا يحبك وهو قطعة من خشب السنديان الصلب فكيف يصنع قلبي المعطوب المتيم فيك .                                                                 

نخب الانتظار ....

صورة
سيأتي جالبا معه حقول فرح ،يسر لي قلبي بذلك حين أنتظرك أمام نافذة الوعد . وتتشاغل خصلات شعري بالعبث مع الريح محاولة نفض ثقل الوقت الممتد في تأخرك بينما ينصت سمعي معتقدا بأنه يستطيع تمييز وقع خطواتك متجاهلا المرات التي خدعني بها حين دفعني للالتفات فجأة لأرى طيفا يشبه طيفك . ترتبك شفتاي في سؤالها عنك أينك ؟وذلك بعد ان عقدت أنا صلحا بينهما حتى لا تطغى إحداهما على الأخرى فالسفلى تقول سيقبلني أنا أولا بينما تجيب العليا بل سيلتقطني قبلا . وتحاول أهدابي منع الحزن المتسرب من عيناي جارفا معه خط  كحلي الأسود وتؤنبني ألم أقل لك لا تضعي كحلا رخيصا حتى لا تلوثي مناديل الحرير فأجيبها المناديل الورقية ستفي بالغرض . وآه من الزمن حينما يقف برهة يحاول أن يؤخر دقائقه قليلا فيفتعل شجارا بين الثواني المتعجلة والساعات البطيئة في أي منهما له أسبقية الفضل وزمن الفصل .لا يعرف بأن الساعة قد تجاوزت الثانية عشرة و أن الانتظار مل من وقوفه وحيدا فغادرني بعد أن ربت على كتفي وشاركني نخبه المر ورحل .                                                      

نخب البجعة السوداء .

صورة
البجعة السوداء والتي تمنيت أن أكونها يوما ما , البجعة التي كانت تسكن داخلي منذ شاهدت قصة بحيرة البجع , لكنني أضعتها حينما لم أنصت لها, حينما كممت فمها وأنصت للأوصياء لأقرر بعدها أن أتحول لبجعة بيضاء غبية, بجعة لا تطير وأشبه ماتكون بدجاجة برية, بجعة لا تجيد رقص الباليه لكنها تتقن بمهارة الرقص داخل المربعات والمشي على الحبال المشدودة. أنا الآن أخلع البجعة البيضاء وأعلقها على مشجب الباب وأركض على رؤوس أصابعي لأستعيد بجعتي السوداء , بالرغم من أنها شريرة وأنانية لكنها قوية وساحرة وتستطيع أن تحيا دون ألم وتحلق دون خوف وتحب حتى الرمق الأخير ... أظنني ثملة بعد هذا النخب .                                      

نخب لو ...

صورة
ماذا لو كنت غيمة تمطر أرضك ، أو شجرة صنوبر تفر من ليلة ميلاد لتضيء لك ليلك ، أو فرسا يصهل في حقول حلمك ،أو لعلني أكون دفء يتسرب إليك من مكان تجهله في ليلة باردة كليلتي هذه . حسنا لأكون نخبا تشربه على مهل ،  قصيدة تتجول عارية داخل رأسك، رسالة نصية تصل مبتورة لهاتفك ، كمانا يتأوه في صدرك ، معنى يبحث عن تأويل ،حزنا يبحث عن خليل . ماذا لو كنت تفاحة لا تسقط فوق رأسك ولا تتسبب بطردك ، أو لو كنت موسيقى ترقص حافية بقربك فتدعها تلهو مع دخان سجائرك ، أو رصيفا يتبع حدسه يلتف شمالا قاطعا الطريق ليتبعك ، أو نبوءة تبقى على حرف التحقيق حتى تؤمن بها أنت. ماذا لو كنت كل هذه المدهشات ولم تلتفت لي حينها ؟! أظنني سأستعيض عن كل ذلك فأكون حبيبتك وحسب هذه تكفيني .                                               

نخب الغيرة .

صورة
تقول الشاعرة لميعة عباس : لست غيرى أنت إن أحببتني عانق الأرض ونم في الفرقد . أغار من المرايا إن هي عانقتك صباحا وأنت تحلق ذقنك ، أغار من مقابض الأبواب حين تتعلق بدفء أصابعك عندما تلامسها ، من العطور التي تحظى برائحتك ، من صوت موسيقى لعوب تستحم في أذنك ، من خيط ضوء يتسلل فجرا لمخدعك يموء قرب سريرك يمسح على عينيك ويلاعب أهدابك ، من قطعة شوكولا تذوب همسا في فمك ، من قصاصة ورق تتحمل نزق يديك بصبر ، من فنجان قهوة يغويك ببطء فتراقصه بلذة ما بين أصبعيك والفم . أغار من الأشياء التي تركض حولك وتنعم بقربك دوني ، من طريق طويل تسلكه بملل ودون اكتراث ، من حديث عابر يمر أمامك فلا تلتقط سوى نصفه ، من علاقة مفاتيح تتدلى من كفك تشد عليها حين يشغلك أمر ما ، من ظلك الذي يلاحقك كقط مشاكس . لكني لا أغار من فراشات تحوم حول نور حديثك وضوء وجهك ،أعرف أنهن سيحترقن قبل الوصول ، وحدي أنا من روضت ضوؤك من احتويت نورك ومسسته بقلبي ، وحدي أنا عنقاء نارك أحترق فيك لأولد من جديد .      

نخب الوحدة ..

صورة
لم تعد الوحشة تخيفني فقد روضتها مؤخرا وهانحن نقضي المزيد من الوقت معا نضع طلاء الأظافر ونغني أغنيات الشتاء الكئيبة . في الوحدة لا تتخير لنفسك متكأ فكل شيء حولك هو فخ ، فخ الذكريات القديمة ، الروائح الماضية ، وجوه الراحلين ، وفخك الكبير نفسك التي تحمل بين جنبيك . هل يوجد فرق بين أن تكون وحدك وان تكون وحيدا ؟! أنا بت الآن وحيدة جدا حتى لو لم أكن وحدي ، لم تعد الوحدة مخيفة بالنسبة لي على العكس باتت تحمل وجه صديق ،تحادثني ،تربت على كتفي ،تصنع لي قهوتي ،تدفئ لي سريري ، تقيل عثرة لساني ، تعيدني إلى نفسي ، فليس لي سواها . الوحدة لا تشترط عليك أن تكون متحدثا بارعا ،لا تحملك على غسل قدميك حتى تجالسها مثلا ، لا تغضب منك حين تشتم أحدا أو تلعنه ، لا تطلق عليك الأحكام ،الوحدة تقبلك كما أنت بدون رتوش بدون مساحيق تجميل ورغم ذلك تراك جميلا . منذ زمن كنت ألوم الوحدة كثيرا أحملها مغبة حزني و عزلتي ،لكنها أسرت لي مؤخرا بأنها خائفة جدا ولا تريد الموت وحيدة، أشفقت عليها وهدأت من روعها واحتضنتها ولا أعرف كيف زل لساني و وعدتها بأني لن أتركها أبدا ، وأني سأكون موجودة عند احتضارها ،بل ذهبت أبعد من ذل

نخبنا أنا وأنت ...

صورة
يقول أمل دنقل في رسالة لزوجته عبلة (لا أحتاج إلى المكر أو الذكاء في التعامل معك؛ لأن الحب وسادة في غرفة مقفلة أستريح فيها على سجيتي، ربما كنت محتاجا إلى استخدام المهارات الصغيرة معك في بداية العلاقة؛ لأنني كنت أريد أن أفهمك بحيث لا أفقدك، أما الآن فإنني أحب الاطمئنان الذي يملأ روحي عندما أحس بأن الحوار بيننا ينبسط ويمتد ويتشعب كاللبلاب الأخضر على سقيفة من الهدوء.) الحب أن أتخفف معك ، أن أظهر ذاتي بلا خجل ،أن تطلع على خوفي ،أن تشاهد لحظات ضعفي ، أن يحوطني اللبلاب الأخضر معك ويزهر الأقحوان في حجر لقاءتنا ، أن أسمعك بقلبي ، و أتذوقك بعيني ، وأفرش لك الروح مهدا كي تنام بسلام . الحب هو أريكة تجمعنا ،أرجوحة نبض لقلبينا ، مساحة يعشوشب فيها الكلام فيثمر دغل ، مسافة تمتد بيننا يقطعها تشابك يدين ، خصام ينتهي ويبدأ في وسط قبلة ، حكاية لا تنتهي حتى تتوسد أحلامنا فيض الأمل . الحب أن تغمدنا الدهشة في تفاصيل عادية فالعبرة تكمن في الحب ذاته ، أن تموت الدهشة فلا نحفل بها ﻷننا مشغولون مشدودون بحبل نظرات ينتصب بين عيوننا ، الحب أن أكترث بك ،أن ألعنك ، أن أسرقك ، أن أعذبك ،أن تعذبني ، أن أقترب ،أن

نخب الشوق .

صورة
(أغالب فيك الشوق والشوق أغلب     وأعجب من ذا الهجر والوصل أعجب) المتنبي في صحة شوقي لك لأنتهي من كأسه المترعة. هذا الشوق الذي يفاجئني بمزاجه ، يعتليني كلما وهن قلبي في بعادك، يحوطني كسوار شوك ،يشعلني كنار بدوي كريم ، يقلبني في أطواره حتى الانهاك ، أحاول مدارة شوقي فأكرمه حتى لا يفضح سؤة قلبي أمامك ،أغدق عليه أجعله يرتع في صدري فأذبح له كبدي قرى له حتى يرضى . هذا الشوق الذي يجمع المتضادات في داخلي فمرة يجعلني خفيفة كغيمة ومرة يجثم فوق كاهلي كسر ثقيل . هذا الشوق الذي أعادني طفلة تبكي ليلا حين يشتد بها الوجد تبحث في ثناياها عنك وحينما لا تجدك تفرك قدميها لوعة ، أتعرف أن حبك جعل الجمادات تحنو علي ،فهذا السرير لا يصر تحتي حين أهتز ليلا وأنا أنتحب شوقا ،و هذه الوسادة تمد أكفها الوثيرة تتلقى دمعي بكل رحابة صدر ، وحتى الغطاء يدثرني جيدا يفرد ساعديه ليحتويني حين أحتاج لحضنك ، وأما الليل يحاول جاهدا ألا يذكرني بك لكنه يجهل أنه يصرف جهوده هباء ،فكل الأشياء مسكونة باسمك موشومة بعطرك وتحمل بعضك ،كل الأشياء تذكرني بك حبيبي .          

نخب الياسمين الذي كنته .

صورة
في دمشق يغفو الياسمين على جدران الأزقة يتدلى كأقواس اقتباس لكل سحر ويختصر كل عطر .  يتأرجح الياسمين عند سقوطه في الأزقة ذاتها يحاول أن يفيض عطره المتبقي جوا يصر على تأدية دوره حتى الرمق الأخير . متى كنت ياسمينا لا أذكر حقا متى !! تماما مثلما لا أذكر متى كنت كمانا !لكن هذا لايهم  ما أذكره حقا  أني أشابه الياسمين بكل تفاصيله بذبوله السريع حالما يقطف بوهنه بثغوره النضاحة عطرا بجنونه ليلا بهدوئه الحذر صباحا بنشوته ظهرا بحميميته حين يزين ماء نافورة تتوسط بيت دمشقي قديم ،الياسمين الذي كنته لم يدم طويلا فعمر الياسمين قصييير أقصر من رائحته التي تتبدد بخفة وسرعة لذا تراني لا أتعطر يالياسمين أنا خائنة حتى لنفسي لذلك تفوح مني رائحة كاروليناهريرا وأنا أشرب هذا النخب .                

نخب شهرزاد والسياف مسرور .

صورة
حينما كنت شهرزاد ساقوني مبكرا جدا لشهريار والذي لسوء حظ حكايتي لم يكن سوى السياف مسرور كان رجلا بوجهين يلوح بالسيف كلما تململت من قص الحكايا أو كلما طالت أجنحتي السحرية أو كلما تأخرت في طبخ الديك الطيب الذي دفع حياته ثمنا لصياحه قبل انتهاء الليلة الأولى . حاول مسرور ارغامي على قص الحكايا التي يريدها لكن أجنحتي كانت ترفرف كلما كذبت وغيرت الرواية ارضاء للسياف مسرور فكنت أرتفع مرغمة ثم أسقط أرضا حينما تذوب كذبتي الواهنة ،لم يتحمل مسرور تكسر الحكايا في كل يوم فقطع رأسي ذات غدر ليتوسد رأسي حجري للمرة الأولى والأخيرة وأبقى أروي الراوية لكنها هذه المرة دون تدخل أحد ،ربما لا تصدقوني فكيف لرأس مقطوع أن يتحدث إليكم بهذه الطلاقة حسنا سأخبركم بسر أخير عني أنا أتكلم من بطني فقد فاته لمسرور أن يعرف سري هذا.اوه رجاء لا تخبروه بذلك .

طاولة بوح ...

صورة
مدخل : سأعقد الغيمات طاولة للبوح حتى نشرب أنخاب الخيبات والذكريات ونثمل . الإهداء .. إلى ديسمبر الذي نويت مصالحته أخيرا لكنه أبى . في نهاية كل عام أجالس روحي على طاولة جرد وأبحث في أعماقي فأجد أمنيات عالقة على معبر التحقيق و ذكريات عصية ، و طفلة باكية أضاعت لعبتها ذات غفلة ،أعماقي التي تتوارى خلف صناديق الأعوام خلف الرؤى المبهمة خلف الأكاذيب التي صدقتها من الأوصياء خلف الغبار الذي يملأ المكان حتى لا تكاد تعرف اللون الأصلي لأرضية روحي. النخب الأول ... نخب السنة العتيقة المنصرمة السنة التي غيرتني للأبد . في نخبي الأول تضيع الدمية مبكرا جدا قبل أن تحدثها الطفلة الصغيرة عن امنياتها عن شغفها وتقضي عمرها وهي تبحث عنها . في نخبي الأول كانت كذبات الأوصياء متقنة حتى أنهم صدقوها بدورهم واستماتوا في الدفاع عنها أول كذبة كانت حين أخبروني أني لا أملك جناحان أو ذيل حورية بحر لكني اكتشفت كذبهم حين فاجئني انعكاسي بالمرآة وهو يحتفي بالجناحين ويرقص منغمسا في الانعكاس ضاربا بذيل الحورية المرآة لتتحطم . الكذبة الثانية حينما قالوا لي لا تسلكي الطريق الجميل فهو مليء بالذئاب ابقي مطيعة وستحظي

حضن....

صورة
وكيف آوي إلى حضن يعصمني منك ،وأنا التي لم تختبر كيف تكون الأحضان ملاذا ، قل لي يا سيد دمي في أي الجهات من صدرك سألجأ حين يغرقني الطوفان وأين سأضع كفي حين تفاجئني بالعناق وكيف ستتشكل يداك كالهلال ويحدودب أكثر فأكثر كلما انغمست بك ، قل لي هل سيتوسد نرجس وجنتي كتفك الأيمن أم ربما تكون قامتي أقصر فأكتفي بعضدك الصلب عن الوشوشة التي كنت سأزرعها على كتفك في اللقاء ،أخبرني ماهي الروائح التي ستداعب مخيلتي حين يصمت الكلام ، وهل سينصت سمعي لصوت موسيقى دقات قلبك المتلاحقة أم للهاث الأنفاس ، ثم كيف سأراك في عيني التي تؤثر الإغفاء خوفا ان تعبث رؤيتك في دمي فيشتعل في الهلاك .

شوق عصي ...

صورة
أشتاق لك ... هذا الشوق الملح المبرح العصي على التعامل الحرون في مزاجه ،الشوق الذي يستقر في جسدي وينهض ليلا حين تهدأ كل حواسي وكأنه وحش متربص بفريسة ،هذا الشوق الذي أتعامل معه على استحياء فأخجل أحيانا من إظهاره لك بكل عنفوانه خائفة أن تملني أو تضيق بي وبه، هذا الشوق الذي يجعلني أمر على زواياك المعتادة أتفقد حضورك عند نوافذك أرتقب كلامك وبقايا منك أحاول بذلك أن أخدع روحي حتى تخدع بدورها شوقي وتقول له أرضيت هذه من رائحته فأسكن قليلا .هذا الشوق الذي يتلوى في صدري فيملؤه ويلتف على قلبي ورئتي فيجعل التنفس أصعب بكثير مما أعرف و يغدو القلب منهك أكثر مما أعتدت  . هذا الشوق الذي لا أعرف كيف أتعامل معه لكني لا أزهد به أبدا فهو من الاعراض الجانبية لحبك . أسألك هل من الممكن أن يغدو الشوق مدينة تحاصرك وتسكنك ، فأينما يممت وجهي أرى شيئا يذكرني بك على الرغم من أن الرابط بينك وبين ما يستدعي التذكر يكاد يكون معدوما ولعلها إحدى خدع روحي حين تربط كل الأشياء بك. في مدينة الشوق يرتدي جميع سكانها وجهك و يملكون فرسا تشبه فرسك ، يضحكون ذات ضحكتك ،ويكذبون جل كذباتك ، يفضلون القهوة المهيلة كما تحب ، ويصرون عل

قصص قصيرة جدا ..

صورة
استيقاظ متأخر نهض من سريره متعبا وهو يلوك حلمه البائت لكنه لم يلبث أن تقيئه حين تيقن من فساده ليدخل بعدها في غيبوبة ندم . صياح يصيح الديك كل صباح سكت الديك عن الصياح حين وضع بيضته اليتيمة . سأم فزاعة وقفت الفزاعة ضجرة من وحدتها فاتكأت على صليبها المحمول فوق ظهرها و شقت قميصها الرث ليطير القش المحبوس في صدرها وفي اللحظة ذاتها حطت الغربان ناهشة من رأسها المثقل فتغمض عينيها وهي تشعر بخدر لذيذ. قصاص عادل فقأ عينيه حتى لا يرى أشباح ضحاياه وحينها صارت الأشباح تكلمه. إعلان مهزوم خرج ولم يعد ... لا أحد يعرف تماماً متى حدث ذلك يُقال بأن الحادثة وقعت حين اختلف أصحابه حول كنه رائحة المطر وأحقية الجميع به وقد شوهد آخر مرة منكفئاً على ذاته يعاني من هلوسات حادة يردد للمارة حوله ( أين الباب ؟!! أريد الخروج من هذه اللعنة ) الرجاء ممن يشاهده إصطحابه لأقرب مركز إيواء للأوطان الفاقدة الأهلية.

إدمان !!

صورة
صوتك يبعثرني حين تتكئ بقوة على حرف الجيم في جداً ، ينوس بي بين حروفك اللثوية تلك التي تنطقها جيداًً والتي تتوه معي أنا وتتشابه ، في كلماتك أتنشق أنفاسك وسكتاتك وأنتظر إفصاحكك عن أي شيء يخصك ، في صوتك تكمن أسرار و وعود مبهجة كامنة في بحتك التي تشبه صوت البحر في هديره، فتغمرني هذه البحة ولا تنحسر إلا حينما أكون على وشك الغرق ، صوتك يعيدني طفلة تلعب لعبة الغميضة تمشي معصوبة العينيين فترهف السمع لصوت الأنفاس والتنهدات والضحكات المكتومة ، اه من ضحكتك التي لم أرتوي منها بعد أود لو تعيدها مرة تلو مرة أتخيلك فيها حافي القدمين طفلا يركب حصاناً من خشب أو يركض في حارات القرية ، ضحكتك تصلبني على سماعة الهاتف أخاف أن أتكلم فأقطع نغمتها فأشاركك الضحك همساً ، صوتك إدمان.

ارتباك .

صورة
يحدث أن أستيقظ من نومي كئيبة ، وألتفت إلى الجانب الآخر من السرير فلا أجدك هناك ، يحدث أن ألتفت إلى الوراء فلا أرى مايغري بالعودة ، لا أرى سوى احتمالية البقاء على قيد الحياة وربما النجاة منها ،يحدث أن أنظر في تاريخ اليوم فأراني أتوغل برفق في عامي التاسع والثلاثين دون أمل و دونما جديد ، يحدث أن أنظر لمرآتي أحاول أن أوقف الزمن بعض الشيء ،فأمنع أصابعه الرمادية عن العبث بشعري وأبعد خطوطه قليلا عن عيني ، فأفلح حينا وأتعثر أحيان ،يحدث أن أعترض على أحلامي الخالية من السكر وقليلة الصبر ، فأجري لها تنفسا طبيعيا وقصريا حتى تعود للحياة ، يحدث أن أحاول اكتشاف جانبا آخر مني جانبا أنكرته طويلا حتى صار لقيطا ،يحدث كثيرا هذه الأيام أن أفشل بمعرفة نفسي فأتركها على حبلها الغارب لربما دلتني عليك ،يحدث أن أبكي بلا سبب وأصاب بالضحك على الأسباب الخاطئة على كل الأشياء ، يحدث أن أكذب كثيرا حتى يصير كذبي صدقا وأصدق قليلا صدقا دون حياء ، يحدث أن أحبك وأحبك لكني لا أعرف كيف يكون مذاق الحب دون ادعاء و دون اتصال ، يحدث أشياء كثيرة لست أذكرها لكني أذكر أنها تصيبني بالارتباك .

رسالة إلى ساكني الجديد .

صورة
في رأسي لا تترك بقايا سجائرك عند زواياه الصعبة فما فائدة منفضة السجائر الكريستالية والتي أهديتها لك في أول لقاء ؟!، رجاء لا تعبث بذكرياتي القديمة قبل أن ألتقيك دعها على نواياها الطيبة والتي قادتها إلى حتفها سريعا ، حين تلقي شعرا يا سيدي لا ترفع صوتك فطبلة أذني اليسرى تعاني من الأصوات الحادة  ولا تتكأ في غنائك على أذني اليمنى فهي تعاني الدوار ، حينما تغضب لا تثير في رأسي زوبعة الانتقام وحينما ترقص طربا أو نشوة حاول أن لا يعلو صوت خطواتك كثيرا فرأسي يخلد للنوم باكرا لعله في الحلم يراك ، وعندما تهبط إلى قلبي كي تنام لا تنسى أن تخلع نعليك وترتدي سترة النجاة أخاف عليك نوبة غرق في شوقي العالي الأمواج ، لا تحاول أن تفتح بوابات قلبي المغلقة فقد صدأت منذ أعوام وحذاري أن ترفع قدميك على أريكة حبي دعهما متدليتان أحب منظر الطفل المرتبك فيك ، لا تجري في دمي كثيرا لا أريد أن يكتشفوا وجودك عند تحليلي للسكر ، ولا تنسى أن تنفث في رئتي بعض من أنفاسك كي لا أصاب بالاختناق ، رجاء لا تطل من عيني أخشى عليك من حسد عيونهم ولو أحببت إختبئ قليلا تحت الأهداب ، لا تضع عطرا قويا أحب رائحة البدائية فيك  ،و لا تدغدغ

لم تكن مجرد صدفة !!

صورة
لم تكن صدفة إذن أن أرى البحر كلما أغمضت عيني وأنا التي لا تحسن السباحة و تخاف ركوب الأمواج كانت هذه الرؤى تقض مضجعي وأنت بجانبي تغط في نوم عميق ، لم تكن صدفة أبداً عندما طلبت منك أن تقص علي حكاية تعارفنا وكيف إبتدأت قصتنا لأن ذكرياتي قبلك غير موجودة أنك رفضت حينها، لم تكن صدفة أنني كنت أسمع صوت حيتان البحر في نحيبها وغنائها الحزين وكأنها تناديني كلما كنت في حضرة الصمت المبهم والمطلق ، لم تكن صدفة أبداً أنك كنت تخبئ الملح من بين يدي متعللاً بالضغط و أمراض السم الأبيض ، لم تكن صدفة أبداً أنني في غيابك ملئت حوض الاستحمام ماءً وأفرغت فيه كل كمية الملح التي كنت أجمعها أثناء تناولنا للغداء فقد كنت أؤثر أن آكل طعامي بلا ملح حتى أحتفظ بهذه الذرات الثمينة أقول بأنني ملئت الحوض ماءً وملحاً وبكيت على حافته حتى يزداد ملوحة بكيت كل ما كنت أجهله بكيتك وبكيتني ثم إنغمست فيه دفعة واحدة ففار الماء حولي وعلاه الزبد ونبت لي ذيل حورية طويل ملون وتذكرت كل حياتي السابقة قبل وجودك فيها تذكرت ما كنت عليه حقاً ، وغادرت بعدما رتبت كل أحذيتي كصف طويل يقودك مباشرة لحوض الاستحمام وفيه بقية الماء والزبد ورسالة مكت

فرناندو يطارد حلمه ...

صورة
انا لن اراه قل للقمر ان ياتي لاني لا اريد ان ارى دم  اغناسيو على الرمال انا لن اراه ..............لوركا ثمة نور يتسلل إلى عيني المغمضتين من خلف العصابة السوداء المربوطة بإحكام حولهما يذكرني بخيط الضوء المنساب من بين أوراق الأشجار التي كنت أستظل تحتها ألاعب فراشة الربيع الصفراء، مزهواً بفتوتي مسحوراً بمنظر الحقل المستلقي تحت شمس نيسان الخجولة، فيأتيني صوت أبي كيدٍ توقظني من حلمي صائحاً بي : فرناندو اسحقها يابني ، عار عليك إن لم تفعل بل أنت عار على سلالة البرابو العريقة .لتثنيه أمي قائلة: دعه يا سانشيرو انه مايزال طفلا . فتحلق الفراشة راقصة كأنها ولدت للتو وكأني كنت سبيل خلاصها الوحيد .لم يكن جسدي الضخم حينها سوى مصدر فخر لي ولأبويَّ و لكني الآن أقبع في هذه الغرفة الضيقة وأتمنى لو كنت أصغر حجماً كي أريح قدميَّ قليلا، ، وقد سمعت الرجال الذين ساقوني اليها البارحة يقولون ادخلوه إلى التشاكيرو وغداً لنا معه شأن آخر .يزداد حنقي وطأة ويتسع منخري وهما ينفثان الزفير المشبع بالرطوبة بالخوف والاهتياج من أني أصبحت في نهاية الأمر مجرد ثور ساقية كما كان أبي يحذرني دوما : فرناندو عليك ان تظهر قو

فتوحات نسائية

لا تهمني فتوحاتك النسائية. كم امراة قد عشقت ،كم سيدة قد قتلت،كم شالا قد عقدت على نحورهن،كم قصيدة قد نظمت في مدحهن وعلقتها باذيال خصلات شعورهن. كم قبلة منحتها او سرقتها كم ضحكة كم كذبة كم رقصة كم وكم ... مايهمني حقا هو فتوحاتي فيك ،وانهزاماتي على ابواب قلبك وحصونك التي ظلت عصية علي والسهام التي اطلقتها من عيني عليك لا يهمني ان اكون الاولى او الاخيرة  اكثر مايهمني ان اترك حصان طروادة فيك .

بيانو وكمان by prom2000

بيانو وكمان by prom2000

تحت شجرة الجميز

صورة
تستلقي تحت شجرة الجميز الضخمة فتشعر بثقل هذا الظل وكأنه يسحق عظامها تحت وطأة قسوته ,تغمض عينيها في محاولة لخلق حكاية أخرى ,فتزداد وطأة الظل بينما تتسارع حركة أغصان الجميزة بفعل الريح فيزداد ثقل ذلك الظل الذي يربض فوقها لاهثاً , تغلق عينيها بشدة تتخيل أنها تحت شجرة كرز فتية مزهرة تعرف بأنها ستكون رقيقة , فقد سمعت ذات مرة أن لشجرة الكرز زهوراً هشة تتلاشى قبل أن تذبل وتضمحل في أوج شبابها يسمونها باليابانية ساكورا ...هي تدرك أنها لا تحسن التعامل مع شجرة الكرز لكنها تأمل أن تتعلم ,تصلب نفسها تحت شجرة الجميز تستلقي هناك وحسب تنتظر أن تنمو غابة أخرى فوق جسدها ليختفي ظل شجرة الجميز إلى الأبد.