المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠١٧

كظل لا يخشى صاحبه

صورة
يطاردني قط جائع يموء صباحا قرب سريري أنهض بكسل أقول له : صباح الخير أيها القط الطيب يجبيني هامسا : انهضي لحتفك. أسلم على نفسي في المرآة فينكرني الشرخ الموجود فيها يقسمني نصفين نصف يضحك ونصف مكسور فأرتدي ابتسامتي الزائفة وأنفض عن كتفي قطي الحرون. بعد محاولات عدة أقف أمام باب الخروج فيعترض القط طريقي ماذا نسيتي هذه المرة؟! يلح علي أبحث في حقيبتي اطمئن أني أصحطب معي ظلي و السأم سلاحي الوحيد لأنجو من الحياة في الخارج ليتهادى القط هازا ذيله المقطوع وهو يصفر لحنا أعرفه لكني لا أذكر أين سمعته.

كم هو طويل ذيل النسيان *

صورة
كم تشتاق إليك أيام وعدتها ببذخ حضورك فلم تأتي كم تحلم بك ليالي هدهدتها على حجري وقصصت عليها كذبة عودتك كي تهدأ وتنام بسلام كم تؤلمني مدن ماعرفتك حين سقطت صورتك من عيني على أرصفتها وتكسرت فأنكرت رؤيتك معي . كم تكذب علي تذاكر الميترو وهي تصر أننا ما تجاورنا في مقاعدها يوما . كم تختال شجرة ساكورا حين سألتها عنك لتقول لي مزهوة قد مر بي يوما دونك . كم تفتقد ضحكتك سماعة هاتفي وكم تحاول نسيانك ذاكرة بريدي الالكترونية كم يسأل عنك حلم صغير خبأته في جيب قلبي السري وكم أتشاغل عن إجابته مدعية بأن موعد نومه قد حان كم تشكوك قبلات ما أشعلتها وتركتها نهبة للغبار الذي يتآكلها بعدك كم تحترق أنفاس ضجرة أنفثها في صمت رواق انتظارك كم ترتبك حروف قد خذلتني في حضورك فما عرفت كيف تنتظم لتصوغ لك كلمة أحبك كم ترتجف أصابع ما ظللها فيء أصابعك وتضرب حسرة كفا بكف لفواتها الفوز بنعيم قبضة يدك كم تبحث عنك ضلوع قد تقوست أكثر لاستقبالك حتى تمنحك دفئا ومخدعا وسرا مخاتلا كم ترتجي أثوابي المدللة عينيك لتنزلق عليها بتؤدة وكأنك تمنحها معنى فتعنى بكل تفاصيلها التافهة كم تتأهب أحذيتي الممشوقة لترافقك

قصاصات "1"

صورة
من فرط شوقي أثثت الغياب بصوتك. الكتابة فعل فاضح على قارعة الروح. هذا العالم كحذاء بالي يضيق علي أكثر رغم أني لا أكبر. أيامي خرساء بدونك لو أستطيع أن أكتبك لأخفف وطأة مابي. لا شوق يكفي ليسد رمق غيابك. لا كف لي لأقبض على حلم. يقع حلمي فوقي فأنكسر. حروف الأبجدية لا تسعفني كعادتها مانفع اللغة إن لم تكن أنت لسانها. كفم نصف مقفل تبدو لي النافذة حين أبحث لديها عن إجابة وحده الباب يفتح مصراعيه ليمنحني مخرجا وكل الاجابات الممكنة. ملح وجهك الذي لا يغيب كلما شربت منه زادني ظمأ. يحجل قلبي عليك طوال الليل وأخاف أن أطلقه فيأنس بك وينساني. غريبة كحدث غير متوقع لكنه ينسى بسرعة كخبر عابر في شريط أخبار هذا المساء. تطل علي النافذة تأخذ جهة محايدة تراني فيها دون قضبان عزلة دون زجاج ملون ودون فلاتر إضاءة فلا يعرفني الطريق الماثل أمامها. يغادرني الباب مسرعا حافيا وينسى أن يغلق وجهي المفتوح على خيباته. أنا شطر بيت مكسور ما من شاعر استطاع أن يجيزني.

حرة كحشرة حباحب !

صورة
لماذا أمتلك جناحا فراشة إذا كنت لا أعرف كيفية استخدامهما ، لماذا أحنط تحت لوح زجاج مكتوب تحته للعرض فقط ؟  لو كنت يعسوبا حرا أو حشرة حباحب مضيئة لكان خيرا لي من فراشة لم تستخدم جناحيها ولو لمرة واحدة حتى وإن كانت في رحلتها الأخيرة نحو النار المتوهجة والمتدلية من سقف حياتها الرتيبة