المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, ٢٠١٣

تخفيضات نهاية العام .......

صورة
مساء الترانيم والحكايا مساء الثلج الذي يعانق قمم الجبال لتبدو وقورة مساء الدفء المترَّجل عن صهوة الشتاء هذه سنة أخرى ترحل من بين أصابعنا أو بالأصح تمكث على هذه الأصابع كثلمة صغيرة أو تجعيدة إضافية هذه السنة التي نحملها فوق أكتافنا بكل ما اختبرناه فيها بكل ما قاسيناه بها بعضهم يحتفل لأنه يتأمل بالسنة القادمة وبعضهم يحزن لأنه لا يريد أن تزداد حمولته من الأعوام وتتناقص جاذبيته البعض يبكي لفراق السنة فهي بعضه أما أنا فأقف صامتة لست حزينة لأني أكبر فلدي روح تكبر عمري بسنيين ضوئية ولست باكية لفراق بعضي أنا أريد التخفف ولست فرحة لكني ربما أكون هذه المرة متفائلة متسامحة في آخر يوم يسقط من جذع هذه السنة أراني أحاول ترتيب روحي المبعثرة ولملمت أطراف حكايتي وإقفال المواضيع العالقة وجدت في جعبتي الكثير... وجدت وعود مُرجئة وكذبات مباحة وقصص غير منتهية و أحلام كثيرة أكثر من أن تتسع لعمر بأكمله لتحقيقها وجدت روحي القديمة مغطاة بالغبار وعاطلة عن العمل أظنها تحتاج الكثير من الصيانة حتى عندما نفضت الغبار عليها لم تحاول التململ أو الاعتراض. في ركن قصي من جعبتي وجدت دمية خشبية بخيوط حرير كانت تنظر لي ب

أنين باب

صورة
أنا ذلك الباب الرابض في وجه الريح. الباب الذي تئن مفاصله الخربة كلما لامسته الأيدي المتعطشة للعب. الباب الذي يحاول في كل مرة أن يمسك السيدة التي تتجاوزه مسرعة فيعلق بأكمامها كأنه يطالبها البقاء أو ينقبض على طرف ثوبها وكأنه يسألها الذهاب معها وكم مزق لها من أكمام واسعة ومسح بقية غبارها على أطراف ذيلها . الباب الذي تداعب ركبتيه الأيدي الصغيرة في الطرق عليها وحين تتعب ترفسه بأقدامها المتسخة تضربه بلا هوادة وكأنه المعترض على دخولها أو الحائل بينها وبين الفردوس المختبئ خلفه ولكنني كنت أشد مكراًمنها فكم زمجرت في وجهها وقرصت لها اصابعها المنمنمة حتى أدميتها لا تلوموني رجاء ,أنتم لم تجربوا كيف تصبح هذه المخلوقات الصغيرة مجردة من الرحمة . أنا الباب الذي علقوا في وسط وجهه حلقة معدنية لتعزف على وجهي لحناً يختلف باختلاف الأيدي العازفة فالمشتاقة منها تطرق طرقات متتالية لا تنتظر بينها أن ألتقط أنفاسي أو أبتلع ريقي والمترددة تطرق طرقات متباعدة و كأنها تقدم واحدة وتؤخر أخرى أما الغاضبة فتطرق طرقات قوية تكاد أن تهشم وجهي تحت قسوة سياطها  لكن ما لبثت  هذه الحلقة  أن صمتت إلى الأبد بعد أن صدأت مفاصل

تأملات كلب مشرد

صورة
كلب الشوارع المشرد الرابض بكسل تحت السيارة الفارهة يراقب صباحاً شارع المدينة المكتظ بدهشة متحفزة يبدأ صباحه بالقدمين الصغرتين المتسارعتين المزدانتين بالجوارب البيضاء ذات الكشكش الوردي والتي تنسل فيها الأصابع الصغيرة المدورة ذات الأظافر المقصوصة حديثاً بحميمية كأصابع بيانو تنتظر صاحبها ليعزف عليها .فتسأل إحداهما الأخرى: أليس هذا الجورب يليق بي فتجيبها الأخرى بدلال: و بي أيضاَ ,لتعاود الأولى السؤال وهي تتراقص جذلة: ماذا سنفعل في أول يوم مدرسي هل سنتعلم الرقص على رؤوس الأصابع أم الرقص النقري أم –وتخفض صوتها حين تمر الذكرى أمامها- ستخطئ صاحبتنا في الحساب لينزل عليها العقاب فلقات أربع نقتسمها سوية فتصمت الأخرى وتشد في المسير وكأنها تركض خوفاً من الذكرى المتجسدة بصورة الخيزرانة الملساء. من الطرف الآخر للشارع الطويل تظهر القدمان المكتنزتان المحشورتان بحذاء رياضي ممهور بماركة عالمية وهي تكاد أن تنهار تحت ثقل  الكرش الضخم الذي يهتز كثيراً مما جعل الكلب يرفع رأسه مستثاراً ينتظر أن يقفز الكرش من مكانه ويتدحرج أمامه فيلاعبه ككرة الاطفال اللينة في الحارات الفقيرة ا