ويبتلعني ظلك يا أمي,,,



وترحلين يا أمي وتتركيني أتعثر بظلك الملقى على الجدار
أحاول أن تتسامق قامتي القصيرة له, أن أشبهه,,
أو أن أدخل في ثنايا حجره الدافئ وأتوسد حكاياه الشتائية
أرسم فيه ضحكتك البهية بعيونك التي تطل علي من سماء
عيونك التي تكشف كذبتي من بين كل الصدق الذي أتقنه
وتتشاغل عن غضبي حين لا يعجبك الكلام
عيونك التي تعريني من بوحي قبل أن يسبقني لذلك اللسان
أرسم فيه فمك الرقيق الذي زرعت فيه قبلاتي الوردية
حين كنت أعتقد أن للقبل باب وحيد هو ثغر أمي
والذي كانت تنهمر منه حكاياك العطرية عن نص نصيص
والخنفساء والشجرة السحرية
أرسم فيه قرطين يتدليان من أذنيك الصغيرتين
فأرى وشوشاتي تعبث بهما فيهتزان ضحكاً وطرباً
لسخافاتي الكثيرة
وأحاول أن أعجن صوتك الدافئ المنهمر علي
من ضباب ذاكرتي فلا أفلح
فيتكسر طوطمي إلى أشلاء فألتقط منه 
همسك حين يعلو صخب الساهرين
وصوت ترتيلك العذب وأنت تقرئين القرآن
دعاؤك الذي توزعيه علينا كحلوى العيد
شكواك لنا بافتقادك لحضن أم وأنت اليتيمة
ألتقط حركاتك الفاتنة مشيتك الحكيمة
وجلستك الخجولة وتفاصيلك الصغيرة
وأغرق في ظلك وأراني صغيرة
ويكبر ظلك أكثر وأكثر حتى يغدوهوالوطن

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

وحيدة في المقهى....

رسائل مهجورة ....

صفعة أخيرة