أوغاريت شآمية



وتنغمس فيك الأبجدية ياشام
فتنكسر الحروف على لوحك القديم
وتتلبسيني يا شام فتشي بك حروفي
تنبتين من بينها كياسمين  دمشقي
وفل بلدي وبنفسج حزين
أراك من بين حروفي
تنهضين كصبية حسناء تجالس البحر
ويتزوجها التاريخ فتصهل في وجهه
كم أنت مهرة عصية يا شام
احملك في  المقل كضحكة برية
وأزرعك غيوماً تشرينية
وأنفض عنك أوراق أيلول الصفراء
وأخبئ حطبي لأشعل حرائقي فيك
في كانونك الابيض
وتزهرين في ربيعي من أبجديتي الوحيدة
فتتحول اللام إلى مظلة طفلة
هربت منها وتركتها عارية في مطرك
وتصبح الدال كرسي خشب
يتفيؤ تحت ظلال النانرج قرب نافورة
بيت دمشقي عابق بالهمسات العاشقة
والميم لا تختبئ من قدرها
حين تركع كشيخ مسن يصلي في الأموي
وحين يخرج يحتضنه سوق الحمدية
بصخب باعته ومرتاديه
ترتدي التاء تفاحاً من عربين
وتصبح الكاف كرزاً ينهمر من شجر
يغازل بعضه علناً فتتشابك فيه الأغصان
والعين تتدلى من كروم العنب
تتلون بين الأحمر والأصفر والأبيض
تغويك بارتكاب حبها كأنها قطوف دانية
أفتح الكتاب يا شام فيلفحني برد أيلولك
وثلج كوانينك ويداعبني بردى فيك
فأخاف أن يفيض من عيني فأغلق الكتاب
تطلين علي من مرآتي
حين أراني أشبهك  فأشيح بوجهي
حتى لا أرى انكسارك في نهري
دجلة والفرات الممتدين عبر خدودي
والمتصلين بجيد الحزن الغافي
على صدري
أشتاقك يادمشق
اشتاق سهرة الخميس
وصحن الفول صبيحة يوم الجمعة
وخبز التنور الساخن ,,,,
أشتاق لمطرك الذي يغسل الزوايا
والشوارع ويجرفني معه أتظلل
بالشجر فيعريني ورقه أمامك أكثر
أتعرفين بأني ما حملت في وجه مطرك مظلة
فكيف لعاشقة مثلي أن ترفع بيدها سور
يحجب دموعك يحجب فرحك
أراني عارية يا شام
عارية لا تسترني ورقة توت
تلك التي سقطت منذ حاولت مغادرتك
في الشام أراني أنا
أرى خيمتي  اللاجئة تفترش حضنك
وأراني أعود جنين حب يلتف بحبل وصالك
ويمسك بوتد خيمته يعلم بأنك أمه التي
ما خذلتيه يوماً ,,,,أحبك
                               غابات الفرلق ,,,
                       صلنفة ,,,,شتاء




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

وحيدة في المقهى....

رسائل مهجورة ....

صفعة أخيرة