نخب الوحدة ..


لم تعد الوحشة تخيفني فقد روضتها مؤخرا وهانحن نقضي المزيد من الوقت معا نضع طلاء الأظافر ونغني أغنيات الشتاء الكئيبة .

في الوحدة لا تتخير لنفسك متكأ فكل شيء حولك هو فخ ، فخ الذكريات القديمة ، الروائح الماضية ، وجوه الراحلين ، وفخك الكبير نفسك التي تحمل بين جنبيك .

هل يوجد فرق بين أن تكون وحدك وان تكون وحيدا ؟!
أنا بت الآن وحيدة جدا حتى لو لم أكن وحدي ، لم تعد الوحدة مخيفة بالنسبة لي على العكس باتت تحمل وجه صديق ،تحادثني ،تربت على كتفي ،تصنع لي قهوتي ،تدفئ لي سريري ، تقيل عثرة لساني ، تعيدني إلى نفسي ، فليس لي سواها .
الوحدة لا تشترط عليك أن تكون متحدثا بارعا ،لا تحملك على غسل قدميك حتى تجالسها مثلا ، لا تغضب منك حين تشتم أحدا أو تلعنه ، لا تطلق عليك الأحكام ،الوحدة تقبلك كما أنت بدون رتوش بدون مساحيق تجميل ورغم ذلك تراك جميلا .

منذ زمن كنت ألوم الوحدة كثيرا أحملها مغبة حزني و عزلتي ،لكنها أسرت لي مؤخرا بأنها خائفة جدا ولا تريد الموت وحيدة، أشفقت عليها وهدأت من روعها واحتضنتها ولا أعرف كيف زل لساني و وعدتها بأني لن أتركها أبدا ، وأني سأكون موجودة عند احتضارها ،بل ذهبت أبعد من ذلك وأقسمت أني سأحضر حفل تأبينها وألقي كلمة رثاء لها أقول بأنها كانت فتاة طيبة قد ظلمت ممن حولها ، وأنها كانت صديقة وفية حتى آخر أنفاسها.
               

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

وحيدة في المقهى....

رسائل مهجورة ....

صفعة أخيرة