نخب الأبواب ...


(في باب غرقان بريحة الياسمين في باب مشتاق في باب حزين)

تغتالني الأبواب المغلقة لأنها تفصلني عنك ،تحجبني عن الممكن في رؤيتك وتهديني المستحيل في سماع صوتك ، لكنها تثيرني كيف تصمت عن ورودك بقربها ، كيف لا تأز مفاصلها ابتهاجا بعطرك ، كيف لا تطرق أجراسها احتفالا بسماع همسك ، كيف لا تنفتح أو تنغلق فجأة جفلة لهيبتك ، كيف تمضي بقربها ولا تحاول أن تعترض على ثبوتها عند عتبة البيت فتنهض لتتبعك ، كيف يفوتها أن تنادي بإسمك لتقف برهة فتمتع ناظرها بلون عينيك ،أو كيف يشغلها طفل صغير يطرق متحفزا على صفحتها عنك فلا تتمايل مختالة لتلفت انتباهك ، كيف لا تئن شوقا لك كلما غبت عن موعدك المعتاد المتعجل في مرورك،أو كيف لا يمشي فيها دبيب الفقد حين يفوتها سهوا أن تلمحك ، كيف لا تعلم أصدقاءها الأبواب المنتثرة في طريقك أن تهمس في أذنك أنها تحبك ،باب بيتنا يحبك وهو قطعة من خشب السنديان الصلب فكيف يصنع قلبي المعطوب المتيم فيك .
                                         
                      

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

وحيدة في المقهى....

رسائل مهجورة ....

صفعة أخيرة