لي عينان


تتجاذبني مدينتان
تتنازعان في قلبي
تحاول كل منهما أن تحتضني دون الأخرى
وأبقى بينهما كطفلة حائرة
في الأولى يكمن ميلادي وحبلي السُري
فيها مرتع الطفولة والفتية الحسان
فيها غنج الصبية عسلية العينين
والدفاتر والأقلام
فيها قبر أبي وأخوتي
بيتنا والمسجد وجامعتي
وأحلامي الكبيرة وثوب زفافي
وشموعي ودموعي وبعض أوراق
 وفي الثانية يكمن الحلم الوعد
عودة الابن الضال
بستان جدي وزيتون وصبار
وجذور لي ما زالت تحفر عميقاً
تبحث عن عين القلب لترتوي
من طول ظمأ
فيها حبل من غيم يشدني بوثاق
لا أجد لي منه فكاك
ترغمني دائماً على النظر لها
حتى لو قصدت جميع بقاع الأرض
اثنتان عزيزتان عين وأختها تؤامتان
دمشق حبيبتي وحيفا موطني ودمعي
قولوا لهما بأني أريدهما جميعاً
وأنني أكره الانقسام

تعليقات

  1. سيدتي...أنا من سبقكِ بفقدان وطنهِ
    وأنا من حمل وطنهُ في قلبه لم أجد في جعبتي ما أواسيكِ فيه.ولكن عزائي أن الله يحفظ بلدينا،
    بعد الفراق ..
    تبقى هناك أشياء لا نملك لها نهاية..
    إنها تلك الأشياء التي تعلن صرخة الميلاد مع اللفظة الاخيرة لأنفاس الحكاية..::
    وأول ما يهزمنا بعد الفراق..
    لحظة حنين عابرة..
    ...

    ردحذف
    الردود
    1. أمير ....
      ربما مقدر علينا أن نحمل أوطاننا في قلوبنا
      ونوشم بها نتنفسها حسرة وتبقى بالقلب جرح لا يندمل
      مرورك رائع كروحك

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

وحيدة في المقهى....

رسائل مهجورة ....

صفعة أخيرة