صندوق الموسيقى



وقفت على رؤوس أصابعي
ورفعت يدي إلى السماء
وبدأت الرقص على شظايا الزجاج المكسور
أحاول أن تتماشى خطواتي مع موسيقى العصر
أدور في حلقات مفرغة
أقفز في الهواء لأتجنب الوقوع الأليم
تنزف أقدامي العارية
ولكنني لا أستطيع التوقف عن الرقص لمداواتها
فالجمهور العريض ينتظر هذه البالينيرا الشهيرة
وسيد العرض يقف بعيداً
يراقب نجمته الصغيرة الذي برع في تدريبها
على الخطوات الصحيحة
وفي غمرة الحدث يتراءى لي نور من بعيد
لكأنه مخرج أحاول الرقص أسرع
لأصل إلى ذلك الضوء
ولكنني عندما أقترب يتلاشى
ولا يبقى سوى السراب لأقف مذهولة
يحثني سيدي أن أكملي العرض أيتها الشقية
أعود إلى الرقص مرغمة
 فحذائي موشوم بلعنة سحرية
أقفز من الألم من الجنون
وما زلت أبحث عن النور الذي تراءى لي ذات مرة
وأعلل النفس أن اصبري كاد العرض أن ينتهي
لتزداد ضرباتي حدة معلنة نهاية الرقصة
فأحاول وسط التصفيق أن أبحث عن النور من جديد
ولكنني أغرق في ظلام دامس
عندما يقفل عليّ صندوق الموسيقى
لأنتظر مصيري مجسداً في رقصة أخرى
وربما أخيرة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

وحيدة في المقهى....

رسائل مهجورة ....

صفعة أخيرة