كان يامكان مدينة تدعى مملكة الصمت


في مملكة الصمت
ولدت... على بعد رمية
حرف من صرخة محتجزة
هناك تعلمت كيف يكون
الكلام تهمة والتفكير جريمة
والانعتاق كفر صريح
هناك علقوا برقبتي قيودهم
فبدوت كقرد سيرك تتجاذبه
الحلقات الملونة المعلقة برقبته
فتارة يشدونه يميناً وأخرى يساراً
ودائماً ما يجذبونه أرضاً
في مدينتي رضعت قيد الأنثى
والعيب وضعوا فوق رأسي
عباءة الظلام فالتفكير قد يقودك
إلى الفلسفة وهذه ستجعلك تكفرين
بالإله وتتبعين الغرب وسينتهي
مصيرك مخلدة بالنار ...
في مدينتي شبعت من فتات الخوف
الذي زرعوا نباته العقيم فأثمر في
أرض أرواحنا البوار واستحال
إلى أعشاب ضارة طالت حتى غطت
شمس الحق فبتنا في ظلام دائم
فقدنا فيه أعيننا التي صارت بيضاء
تماماً فأخذ المعني برسم صورة
بلا ألوان ليرغمنا على تصديقه
ورؤية ما يراه...
في مدينتي ممنوع الألوان
فكلنا نرزح تحت عبء اللون الرمادي
فالليل رمادي
والنهار رمادي وقرص الشمس
رمادي أيضاً
في مدينتي تصادر علب الالوان المهربة
تماماً كالأفيون والمخدرات
وتصدر فتوى لشيخنا الجليل
بحرمة الألوان لأنها تفسد
على الناس حياتهم وهي أيضاً
من الإسراف!
في مدينتي يطرد قوس القزح
كلما مر في السماء
ترفع في وجهه أسوار الاسمنت
العالية فيتكسر ضوئه
على الجدران ويسقط
شهيداً مضرجاً بألوانه السبعة
عند عتبة الأسوار
في مدينة الصمت
كانت الناس أنظارهم
تتعلق بالستار
منتظرين البطل الذي
سينبثق من مسرح الظل
ويعلن الفرج واسقاط العرف
وعودة السنونو والألوان
ونسوا أن ينظروا إلى داخلهم
إلى ذواتهم إلى براعم كانت تتفتح
هناك ولدهشتهم كانت للبراعم
أصواتاً عالية تكاثفت عبر الأثير
وبدأت الصرخة الأولى
التي شقت أجسادهم الرمادية
فهطلت الدماء البهية
دماء بألوان قوس قزح
لونت سماء مملكة الصمت
فصار للون صدى
وللصمت هدير ....



تعليقات

  1. أجد لديكك فلسفة جديدة لم اجدها عند فلاسفة الشعر
    أجد لغة التمرد واضحة في فلسفتكك
    ربما أجد عندك ما يسهل علي فهمها

    ردحذف
    الردود
    1. حياك الله ...
      التمرد هو حجر الزاوية الأخير المتبقى
      داخل روحي لذلك أنا متمسكة به

      حذف
  2. أحسنتِ سيدتي،
    بغداد
    أعيش في بُعْدكِ مثل كوكبٍ

    يُفتشْ عن نفسهِ في مدار

    وأني في حُبكِ كطفلٍ عنيد

    يلهو حتي يقتله الدوار

    وما كنت أعرف حبك الا
    بعد الغياب والترحال

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

وحيدة في المقهى....

رسائل مهجورة ....

صفعة أخيرة